الصيد بالصقور رياضة اسسها العرب على يد الحارث الكندي واشتهر بها حمزة بن عبدالمطلب
رحلة قنص سمو الامير ترجمت شخصيته من خلال صفات الهواية
عرف الصيد بالصقور كرياضة عربية أصيلة مارسها العرب منذ القدم حيث يعد العرب هم اول من حولوا الصقر من طير شرس إلى طير أليف للانسان.
وقد مارس العرب كما هو معروف تاريخيا رياضة الصيد بالصقر قبل بزوغ فجر الاسلام اذ سجل التاريخ الحارث بن معاوية بن كندة كأول انسان تمكن من تدريب الصقر والقنص به.
وتوارث رياضة الصيد بالصقور اباء عن اجداد حيث عرف في فجر الإسلام عن حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول «صلى الله عليه وسلم» ولعه في الصيد بالصقور حتى ان بعض الروايات قالت انه اشهر اسلامه وعلى يده صقر.
وقد رسخ الاسلام بالنص القرآني هذه الرياضة الرجولية بقول الله عز وجل في كتابه:
بسم الله الرحمن الرحيم «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحًلَّ لَهُمْ قُلْ أُحًلَّ لَكُمُ الطَّيًّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مًّنَ الْجَوَارًحً مُكَلًّبًينَ تُعَلًّمُونَهُنَّ مًمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مًمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهً عَلَيْهً وَاتَّقُواْ اللّهَ إًنَّ اللّهَ سَرًيعُ الْحًسَابً».
وبذلك فانه يجدر التنويه الى اختلاف اسباب ممارسة هذه الهوايه بين من يتخذها وسيلة من وسائل التسلية والترويح عن النفـس ومن أخذها مصدرا للكسب والرزق في وقت اصبح فيه الصقر على اختلاف تلك الاسباب رمزاً من رموز الاعتزاز والفخار حتى ان جعلت دول منه شعارا لها وشبه في العديد من ابطال التاريخ مثل صقر قريش عبدالرحمن الداخل.
ومن يعرفون ويتقنون هذا النوع من انواع الصيد يعرفون انها هواية تحتاج الى رجال من نوع خاص جدا بما يتسمون به من صفات تتطلبها الهواية يتقدمها الصبر والجلد وسعة البال والكرم ان كلاً من تلك الصفات تدخل في هذه الهواية.
فالصبر مطلوب للصقار المحترف حتى الحصول على الصيد الثمين الذي يرى انه يليق به وبصقره وهو ما يدلل عليه بيت شعر قال قائله: (ما يصيد الجوازي كود بخصي وضاري... القنص بالركاده والتسرع جهاله).
ولان الصيد الثمين يحتاج نوعا خاصا من الطيور الحرة ذات القدرات العالية فان نوع تلك الطيور تحتاج الى من يكرمها في منزلها ومأكلها ورعايتها لتؤتي صيدها المرجو.
ولان طيرا حرا بهذه الصفات يكون نادرا وحيث كل نادر ثمين فان قرار اطلاقه الى صيدة يرغب بها الصقار يحتاج الى جرأة وشجاعة خلال رحلات القنص المحفوفة بالخطورة على الصقر خشية اصطدامه خلال الانقضاض على فريسته باشجار قد تلوذ بها او غيرها من مخاطر الارض برغم انها حوادث نادرة مع الصقور النادرة.
وعلى ماتقدم فان صفات القناص بالصقر صفات لو امعنا فيها هي صفات الحاكم الذي يعرف كيف يتدبر امور بلاده ورعيته بالصبر وسعة البال وكرم النفس واليد وشجاعة اتخاذ القرار.
ومن هنا كانت ترجمة الرحلة التي قام بها صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للقنص في جبال اطلس بالمغرب خلال الشتاء الفائت حيث الاجواء والرحلة تحتاج الى رجال من نوع خاص حيث التواضع مع رفاق الرحلة وطيب المعشر ودماثة التعامل والشراكة في المصير وهي صفات ترجمتها بدورها صور اخذت من رحلة مقناص صاحب السمو الذي عرف (حداقا ) ماهرا وصقارا فذا، وتنشرها «الوطن» بالتعاون مع الزميلة «المجالس».
تاريخ النشر: الاربعاء 11/4/2007